إن مجال العلوم مليء بفرص البحث، وجميع الأبحاث سواء البحث العلمي النظري والتطبيقي لها جوانب مماثلة لها بغض النظر عن الموضوع أو النطاق الذي يقترب منه. فيتم تعريف البحث بشكل عام على أنه التجربة التي تبدأ عندما يقوم الباحث بتطوير سؤال أو فرضية أو نظرية تحتاج إلى اختبار ثم يبدأ في التحقيق فيها بطريقة استراتيجية. ومن ثم يتم إجراء الدراسة من قبل الباحث أو فريق من الباحثين من خلال خطوات تم إنشاؤها بشكل منهجي. بهدف نهائي هو أن يكون حلاً للمشكلة أو إجابة على السؤال غير المتحيز تماماً.
فيمكن العثور على نتيجة مشروع بحثي من خلال طرق مثل الاستطلاعات أو التجارب أو تحليل البيانات أو مزيج من الثلاثة. فالطريقة التي تستخدم بها هذه الأساليب مقسمة إلى فئتين: البحث النظري والبحث التطبيقي. ففي هذه المقالة، سوف نوضح الاختلافات المهمة بين البحث النظري مقابل البحث التطبيقي في المجال الأكاديمي.
ما هو البحث العلمي النظري والتطبيقي؟
البحث النظري هو البحث الذي يتم من أجل اختبار النظرية. فالنظريات هي أفكار تم اقتراحها لشرح كيفية عمل شيء ما، وعادة ما تستند إلى الملاحظات والتجارب التي تم إجراؤها. بينما البحث التطبيقي هو البحث الذي يتم إجراؤه لحل مشكلة عملية محددة. فغالباً ما يتناقض مع البحث الأساسي، وهو البحث الذي يتم إجراؤه لزيادة المعرفة العلمية.
البحث العلمي النظري مقابل البحث التطبيقي؟
البحث النظري هو البحث الذي يتم إجراؤه دون أي تطبيقات عملية في الاعتبار. وهكذا غالباً ما يتم إجراؤه لاكتساب فهم أكبر لمفهوم ما أو لاختبار فرضية. ومن ناحية أخرى، فإن البحث التطبيقي هو بحث يتم إجراؤه بهدف حل مشكلة معينة. فالفرق الرئيسي بين البحث الأساسي والبحث التطبيقي هو أن النظري يتم إجراؤه لزيادة المعرفة في مجال معين. بينما يتم إجراء البحوث التطبيقية لحل مشكلة معينة أو معالجة حاجة معينة. حيث أنه يتم إجراء البحوث الأساسية من قبل الأكاديميين والعلماء الذين يتطلعون إلى المساهمة في مجموعة المعرفة في هذا المجال. بينما يتم إجراء البحوث التطبيقية غالباً من قبل الشركات والمؤسسات أو بواسطة ممارسين يبحثون عن طرق لتحسين ممارساتهم.
مع هذا الفهم لماهية كل نوع من أنواع العلم، يكون من السهل فهم الاختلافات ومقارنة الاثنين. فالتوزيع المعمم هو كما يلي: البحث الأساسي يوسع الموضوعات التي نعرفها بالفعل؛ ويستخدم البحث التطبيقي لحل مشاكل الحياة الواقعي. وهكذا البحث الأساسي نظري؛ وغالباً ما يكون البحث التطبيقي ملموساً وعملياً دائماً. بالإضافة إلى أنه يمكن استخدام البحث الأساسي لتوليد نظريات قابلة للتطبيق عالمياً؛ بينما يستخدم البحث التطبيقي فقط لإصلاح المشكلة المطروحة.
من ناحية أخرى يهدف البحث الأساسي إلى تطوير المزيد من المعرفة في مجال العلوم والمساعدة في التنبؤات. بينما يركز البحث التطبيقي على تطوير التكنولوجيا والكفاءة والتحسينات الأخرى. فالهدف من البحث الأساسي هو إضافة المعرفة إلى ما نعرفه بالفعل مع عدم وجود نية لاستخدامه بما يتجاوز المزيد من المعلومات. والهدف من البحث التطبيقي هو إيجاد حل لا نعرفه لمشكلة موجودة، فهناك احتياجات كبيرة لكلا النوعين من البحث، اعتماداً على السياق الذي تبحث عنه.
مقارنة طرق البحث المستخدمة في البحث العلمي النظري والتطبيقي:
لفهم الاختلاف بين طريقتين البحث الرئيسيتين، يجب أن تفهم أولاً ما يستلزمه كل منهما. فيعتبر البحث الأساسي هو النوع الأساسي والصافي من البحث. كما أنه هذا النوع من الاستجواب ينبع من فضول الباحث الفطري أو شغفه بسؤال ما. حيث إنهم يريدون توسيع معرفتهم حول موضوع ما ثم نقل هذه المعلومات إلى الآخرين. بمعنى آخر، إنهم يبحثون عن المعرفة من أجل المعرفة فقط، وليس لإضافة قيمة تجارية إلى أي شيء أو ابتكار شيء جديد. بالإضافة إلى أن البحث الأساسي شائع في مواضيع مثل علم الفلك والفلسفة وعلم الاجتماع وعلم الأحياء. فأي سؤال يتطلب إجابة لتوليد فهم أفضل للموضوع هو بحث أساسي.
من ناحية أخرى، فإن البحث التطبيقي مصمم خصيصاً لحل مشكلة في العالم. فيأخذ الباحث في العلوم التطبيقية حاجة في المجتمع ويحاول سد هذه الحاجة. وهكذا يمكن أن يشمل البحث التطبيقي أشياء مثل الحد من استخدام الموارد غير المتجددة. من خلال إيجاد بدائل أخرى لتحقيق نفس الناتج أو علاج مرض أو ابتكار شكل جديد من التكنولوجيا لجعل العملية أكثر كفاءة. نظراً لإمكانية إصلاح المشكلة، يميل البحث التطبيقي إلى أن يكون له قيمة تجارية أكبر بكثير من البحث الأساسي. حيث إن إمكانية تحقيق مكاسب نقدية تجعل مجال البحث التطبيقي أكثر طلباً من قبل الحكومات والصناعات.
متى يتم استخدام كل نوع من الأبحاث؟
نوع واحد من البحث ليس أكثر أهمية من الآخر، ولكن كل نوع يستخدم لأغراضه الخاصة. فيستخدم البحث الأساسي للأسئلة النظرية العالمية. وتهدف الدراسات التي يتم إجراؤها من خلال البحث الأساسي إلى توسيع المعرفة العلمية المحتملة. كما أنه يستخدم هذا النوع من البحث لتطوير التنبؤات واختبار النظريات، خاصة في الطبيعة. على سبيل المثال/ يمكن استخدام البحث الأساسي لتحديد ما إذا كان تغير المناخ حقيقياً، وإذا كان الأمر كذلك على أي مستوى سيحدث.
ويستخدم البحث التطبيقي لأغراض عملية، مع دراسات مصممة لحل مشكلة أو الإجابة على سؤال. فهكذا الدراسات في البحث التطبيقي لها إمكانات محدودة، لأنها مصممة فقط للإجابة على هذا السؤال المحدد أو حل مشكلة معينة. فيهتم الباحثون التطبيقيون بتطوير التكنولوجيا أو تحسين التقنيات لإصلاح مشكلتهم المحورية. على سبلي المثال/ سيتم استخدام البحث التطبيقي إذا أظهرت الأبحاث الأساسية أن هناك تدهوراً ناجماً عن تغير المناخ في منطقة ما، سيحاول الباحث التطبيقي إيجاد حل لهذه المشكلة. على هذا النحو، غالباً ما تسير الأبحاث الأساسية والتطبيقية جنباً إلى جنب.
يمكنك طلب خدمات خاصة متعلقة بإعداد الأبحاث بكافة أنواعها من فريق البيان من هنا .
مرفق فيديو لمعرفة الفرق بين البحث العلمي النظري والتطبيقي