التقدير النهائي أو الدرجة التي توضع كاستحقاق على جودة البحث تأتي بناءاً على تحكيم البحث العلمي من قبل لجنة مختصة.
وتعطي الجامعات هذه العملية أهمية كبيرة في تحديد منحنيات هذا التحكيم ومتطلباته وتخصيص القائمين به.
وليست الجامعة فقط من تعطي اهتمام لتحكيم البحث العلمي. بل الباحث نفسه يهمه أن يكون البحث على أتم وجه من الكفاءة لينال أعلى تقدير في التحكيم.
ولهذا نرى أن نجمل جوانب التحكيم بالتعرف على كيفيتها وما الداخل فيها ومن القائم بها. ليصبح لدى الباحث فكرة موسعة عن طبيعة هذه العملية ليقوم بالاستعداد الجيد لها.
ماذا يعني تحكيم البحث العلمي؟
لو شاهدت مباراة كرة قدم ستجد أن هناك حكماً في المنتصف يضبط سير المباراة ويقوم باحتساب الأهداف والجزاءات وغيرها.
هذه الفكرة يمكن أن نرميها على تحكيم البحث العلمي بوجود محكمين يقومون بفحص مدى جودة كل عنصر تم استخدامه في البحث لإعطاء الاستحقاق المناسب لها.
وفي التعريف الاصطلاحي لها يمكن القول بأنها عملية تقييم شاملة للبحث لإصدار الحكم على جوانب القوة والضعف وإعطاء الدرجة التقديرية المستحقة للبحث ومعده.
العناصر الداخلة في تحكيم البحث العلمي:
كل العناصر بلا استثناء تدخل في تحكيم البحث العلمي. بل يتجاوز الأمر العناصر ليصل إلى العمليات التي تتم على المعلومات ومضمون البحث. وفي الطرح التالي تفصيل لهذا المقصد:
أولاً: تحكيم خطة بحث بما فيها من عناصر مدرجة بشكل كامل، وهي الموضوع والفرضيات والأهمية والأهداف والمناهج والدراسات السابقة ومصطلحات الدراسة والعينة وأدوات الدراسة.
ثانياً: تحكيم الإطار النظري وكيف تناول الطرح المنهج للمعلومات. للوصول إلى كامل الحلول والنتائج بشكل متسلسل وسرد نظمي منطقي.
ثالثاً: التحكيم للعمليات المدرجة، على سبيل المثال عملية التحليل الإحصائي التي ينبني عليها الكثير من المعلومات.
رابعاً: تحكيم المراجع سواء كانت المراجع نفسها من حيث قوتها وصلة مضمونها بالبحث الحالي، و كذلك التحكيم لتوثيق هذه المراجع بشكل كامل وصحيح.
خامساً: تحكيم التنسيق بما يكفله من اجراءات تتم على الخطوط والفقرات والجمل وكامل العناصر البحثية كل عنصر حسب متطلبات تنسيقه الخاصة.
سادساً: التحكيم الخاص بملحقات البحث مثل الفهرس والملخص وصفحة الغلاف وغيرها من الجوانب الملحقة التي تأتي بعد الانتهاء الكامل من مضمون البحث.
سابعاً: التحكيم للقيمة العلمية بالتأكد من قوة البحث وبأنه مستحق للقراءة ويضيف أمور هامة للمجال المعرفي.
ثامناً: تحكيم التدقيق اللغوي بالتأكد أن مضمون البحث خالٍ تماماً من أي أخطاء إملائية ونحوية وبلاغية.
تاسعاً: التحكيم العام الذي يشمل كافة الاجراءات التي تمت على البحث. وبما فيها التحكيم العام للجودة وأهمية الطرح الذي يعرضه الباحث.
تحكيم عناصر خطة البحث
كل عنصر من عناصر البحث له معايير جودة لابد أن يتم إعداده وفقاً لها. وبناءاً على هذه المعايير يتم تحكيم عناصر الخطة، وفي النقاط التالي نوضح آلية تحكيم كل عنصر من عناصر الخطة:
- يتم النظر في المشكلة وتحكيم مدى أهميتها ومناسبتها للدراسة. ويتم النظر في طبيعة تناول الباحث لهذه المشكلة وما جعله يختارها بالتحديد.
- الفرضيات جزء مهم من أجزاء البحث، ففي الخطة يتم النظر في هل نجح الباحث في كتابة فرضيات رئيسية تحيط بأهم جوانب المشكلة أم لا.
- الأهمية والأهداف، تحكيمهما يكون بالنظر في منطقية كل منها. وهل فعلاً عكس البحث الأهمية المطلوبة، وهل حقق الباحث الأهداف التي حددها؟.
- الدراسات السابقة ينظر إليها في التحكيم على أنها مورد أساسي من موارد جلب المعلومات. ويحكم فيها أمرين رئيسيين هما جودة كل دراسة وكيف ترتبط بالمشكلة المدروسة.
- يتم تحكيم مصطلحات الدراسة بالنظر إلى هل نجح الباحث في تحديد أهم الدراسات في البحث أم لا؟، و كذلك النظر فيما إذا كانت التعريفات الاصطلاحية الخاصة بهذه المصطلحات صحيحة وقوية أم غير ذلك.
- المناهج العلمية عادة ما تكون ما بين ال3 وال7 في الخطة، ويتم تحكيم مناسبة كل منهج منها لمتطلبات البحث وكيفية آداء هذه المناهج داخل البحث، و كذلك تحكيم الترابط بين كل المناهج المستخدمة.
- تركز عملي التحكيم على تحديد مدى دقة اختيار العينة وعلاقتها بالدراسة الحالية، وهل فعلاً هي الاختيار الأمثل من حيث النوع والحجم أم لا.
- إلى جانب تحكيم العينة يتم تحكيم أدوات الدراسة، حيث ينظر في اختيار الباحث لأدوات الدراسة الموجهة لجمع المعلومات من العينة، وهل هذه الأدوات ملائمة لخصائص العينة، وهل اختيارها هو الأمثل من بين باقي أدوات الدراسة.
كما يتم التحكيم لجوانب عديدة أخرى تتعلق بالخطة مثل ترابط عناصر الخطة كلها مع بعض، و كذلك ترابط العناصر بالمشكلة على وجه الخصوص، ويتم تحكيم اكتمال المعلومات التي ينبغي أن يتضمنها كل عنصر، على سبيل المثال في المشكلة يلزم كتابة المشكلة كما هي مع شرح بسيط عنها.
جوانب يتم تحكيمها في الإطار النظري:
بعد التعرف على حيثيات تحكيم البحث العلمي فيما يخص الخطة، ننتقل للتعرف على حيثيات التحكيم الخاصة بالإطار النظري الذي يعتبر تطبيق مباشر لعناصر الخطة، وجوانب التحكيم للإطار النظري تشمل العديد من الزوايا نوجزها فيما يلي من نقاط:
- يتم تحكيم المعلومات بشكل عام من حيث قوة الطرح وترابطه وسلاسة الانتقال بين المعلومات وصحة هذا الانتقال، و كذلك تحكيم دقة المعلومات وترابطها واكتمالها معانيها الشارحة لموضوع البحث.
- ينظر في العناوين الرئيسية والفرعية المكونة للفصول داخل الإطار النظري، وتحكم هذه العناوين من جوانب دقتها وقوتها وتعبيرها بشكل أساسي عن المشكلة وجوانبها المختلفة، و كذلك يتم تحكيم مناسبة العناوين الفرعية للعناوين الرئيسية التي تندرج تحتها.
- يتم التركيز على تحكيم الفرضيات، وكيف تم تناولها ودمجها مع المعلومات الأخرى للوصول الصحيح إلى نتيجة إثباتها أو نفيها.
- المتغيرات شيء رئيسي في البحث. ويتم تحكيم المتغيرات بالنظر في تقسيمها. وتحديد المتغيرات التابعة والمتغيرات المستقلة وكيف تم التفاعل بينهما.
- الاقتباسات المأخوذة من المراجع يتم تحكيمها من حيث مناسبتها للمضمون، و كذلك توثيق الكامل والصحيح في التوثيق الداخلي للبحث.
- المناهج العلمية التي تم تحديدها في الخطة تحكم في الإطار النظري. من حيث كيفية تفعيلها واستخدامها والوصول إلى المعلومات وكتابتها بناءاً على تلك المناهج.
- لجنة التحكيم تهتم برأي الباحث الذي يدرجه في الإطار النظري. فلابد أن يكتب الباحث رأيه حول المحددات التي يتحدث عنها في البحث، ويقارن رأيه مع آراء الباحثين الآخرين.
- في تحكيم البحث العلمي ينظر إلى الإطار النظري من حيث تنوع الأساليب فيه. فمن الضروري أن يقدم الباحث طرحه شاملاً على المناقشات والتحليلات والمقارنات وغيره.
كيف يتم تحكيم باقي جوانب البحث العلمي؟
ذكرنا في سياق الفقرتين السابقتين ما يخص تحكيم خطة البحث و كذلك الإطار النظري، ولا تزال عملية تحكيم البحث العلمي مشتملة على نواحي عديدة خارج الخطة والإطار النظري، وهذه النواحي نعرج عليها فيما يلي:
أولاً: الترتيب: لابد أن يكون البحث ملتزماً بالترتيب الكامل لكافة العناصر الرئيسية. مثل الخطة والإطار النظري وما يندرج تحتها من مكونات وما يسبقها وما يلحقها من عناصر أخرى. حيث أن أصح الترتيبات لبنية البحث هي:
_ صفحة الغلاف
_ خطة البحث
_ المقدمة
_ الإطار النظري
_ قائمة النتائج
_ الملخص
_ قائمة المراجع
_ فهرس المحتويات
ثانياً: يتم إجراء تحكيم للجوانب اللغوية، حيث لابد من التأكد أن البحث خالي من أي أخطاء لغوية، و كذلك تحكيم مدى قوة التراكيب والكلمات المستخدمة في إيصال المعنى بسهولة ووضوح وجاذبية في نفس الوقت.
ثالثاً: تحكيم قائمة النتائج: وهي من أدق ما يتم اجراؤه في تحكيم البحث العلمي، حيث يتم تحكيم صحة هذه النتائج ومنطقيتها من خلال التسلسل المعلوماتي في الإطار النظري، ويتم تحكيم نتائج المحددات النهائية كنتائج الفرضيات والعلاقة بين المتغيرات وما إلى ذلك.
رابعاً: التحليل الإحصائي: ينظر فيه إلى العينة والمعلومات المجمعة منها، ومن ثم العمليات والدوال الإحصائية وأخيراً المخرجات ومراجعة دقة بالتفصيل.
خامساً: الفهرس: يجب أن يكون الفهرس منظم بشكل منطقي. وتكون فيه العناوين الرئيسية والفرعية مناسبة ومندمجة مع بعضها البعض في سياق علمي منهجي.
سادساً: قائمة المراجع: وهي التأكد من سلامة التوثيقات الكاملة لكافة المراجع التي تم الاقتباس منها، وتهتم لجنة التحكيم بالتأكد من اكتمال المعلومات بعنوان المرجع واسم مؤلفه ودار النشر وسنة الصدور، و كذلك مناسبة كل توثيق للمرجع الذي يتم توثيق، فتوثيق الكتب يختلف عن توثيق الرسائل وعن توثيق المواقع الالكترونية وهكذا.
سابعاً: التنسيق: هدف التنسيق الأساسي هو تنظيم المعلومات ومكونات البحث، ولكل جامعة سياسة تنسيق خاصة بها، ولجنة التحكيم تهتم بتدقيق التنسيق ومراجعته وفقاً لما هو مخطط له في سياسة الجامعة.
من الذي يقوم بعملية تحكيم البحث العلمي؟
أن نصل إلى إجابة مباشرة لهذا السؤال غير ممكن. كون الاجابة تحتمل العديد من المحددات التي نوجزها مجتمعة في النقاط التالية:
أولاً: لابد أن تعرف وتحفظ أن هناك لجنة تحكيم مكونة من عدة أشخاص. على سبيل المثال مباراة كرة القدم يكون فيها الحكم الرئيسي وما يقارب ثلاثة حكام آخرين مساعدين يسمون ب(حكام الراية).
ثانياً: كل جامعة تختلف آلية تحديدها للجنة التحكيم، ولكن بشكل عام لابد أن تفريق بين اللجنة الداخلية واللجنة المختلطة. حيث تعرف كل منهما كما يلي:
اللجنة الداخلية: يكون فيها كل المحكمين من داخل الجامعة. ويتم تحكيم البحث العلمي بناءاً على وجهة نظر الجامعة وسياستها.
اللجنة المختلطة: يكون فيها محكمين من داخل الجامعة ومحكمين آخرين من خارج الجامعة (من جامعة أخرى). وهنا يكون المحكمين من داخل الجامعة مطبقين لسياسة الجامعة أم الذين من خارجها فغير مقيدين بذلك.
ثالثاً: لابد من التفريق بين الدرجة الأكاديمية، فالبكالوريوس عادة ما يكون هناك اثنين من المحكمين داخل الجامعة. أما الماجستير والدكتوراه فيتبعون لجنة التحكيم المختلطة.
رابعاً: في تحكيم الماجستير والدكتوراه غالباً ما تتكون اللجنة من أربعة محكمين اثنان منهم من داخل الجامعة. واثنان آخرين من خارج الجامعة.
خامساً: بالنسبة للمحكمين من خارج الجامعة في الماجستير والدكتوراه. فكثير من الجامعات تقوم بتعيين واحد منهما ويقوم الطالب بطلب تعيين المحكم الخارجي الثاني.
في النهاية تعمل لجنة التحكيم المختصة على إخراج تقرير واحد يشمل على مخرجات التحكيم للبحث، ويتم على إثره الاتفاق على العلامة النهائية التي يستحقها البحث.
ملاحظة هامة:
ننصحك بمعرفة المحكمين وحضور مناقشات ماجستير ودكتوراه لهم لتعرف طريقة تفكيرهم والأمور التي يركزون عليها، وذلك لأن تهيئة البحث تكون مبنية على ثلاثة آراء أولها رأيك أنت ثم رأي الجامعة ثم رأي لجنة التحكيم. و كذلك اعرف سياسة الجامعة جيداً قبل أن تسلم بحثك للتحكيم.
يقدم لك فريق البيان خدمة تحكيم البحث العلمي مكتملة الأركان مع إرفاق تقرير مفصل لكافة جوانب القوة والضعف مدعومة بكيفية الوصول إلى أعلى درجات الاحترافية في البحث، فلا تتردد في طلب الخدمة من هنا