مؤسسة البيان للخدمات الأكاديمية
أنواع المتغيرات في البحث العلمي

أنواع المتغيرات في البحث العلمي

للوصول إلى نتائج البحث الصحيحة يجب تحقيق التفاعل بين أنواع المتغيرات في البحث العلمي، وعدم المعرفة بهذه الأنواع يعني عدم معرفة تحقيق التفاعل بينها للوصول للنتائج.

وكل متغير يؤدي دور في البحث بالشراكة مع متغيرات أخرى، حيث أن الروابط بين المتغيرات هي المؤهلة للاستفادة من المتغيرات نفسها.

ما المقصود بالمتغيرات في البحث العلمي؟

سميت المتغيرات بالمتغيرات لأن دلالتها تتغير مع تفاعلها بعضها مع بعض، وهذا جوهر معرفة أنواع المتغيرات في البحث العلمي.

والتعريف الاصطلاحي للمتغيرات هو بيانات ذات دلالات على محددات متعلقة بموضوع البحث. يتم التفاعل بينها للوصول لنتائج محددة حول موضوع البحث وعينته.

سرد سريع لأهم أنواع المتغيرات في البحث العلمي

نسرد هنا أنواع المتغيرات في البحث العلمي من الأهم للأقل أهمية. ومن ثم ننتقل لفقرات أخرى تفصيلية حول كل متغير منها:

  1. المتغير المستقل
  2. المتغير التابع
  3. والمتغير الضابط
  4. المتغير الدخيل

المتغير المستقل وهو الأهم من بين المتغيرات

أفصح عنوان الفقرة على أن المتغير المستقل هو أهم نوع من أنواع المتغيرات في البحث العلمي. وذلك لأنه أساس التفاعل مع المتغيرات الأخرى.

كما أنه يترك أثراً واضحاً على محتوى البحث من حيث طريقة صياغة المعلومات والوصول للنتائج.

ويتم تعريفه على أنه متغير ذو حالة منفردة يدخل على المتغيرات الأخرى. ليكشف طبيعة تفاعل تلك المتغيرات معه دون تغير في حالته المستقلة.

وإلى هنا نعتقد أن الأمر لازال مبهماً، لهذا اقرأ المثال التالي:

على سبيل المثال توصل الباحث إلى أن الألعاب الإلكترونية التعليمية تزيد من قدرة الطالب على استيعاب دروسه، إذاً هنا نرى أن الشيء المستقل الذي يؤثر في الأشياء الأخرى هو (الألعاب الالكترونية التعليمية) فيكون هذا هو المتغير المستقل، وأما المتغيرات الأخرى فهي التي تحتمل التغير في الحالة مثل (نعم يؤثر أو لا يؤثر).

لماذا يعتبر المتغير المستقل أهم نوع من بين أنواع المتغيرات في البحث العلمي؟

يدفعنا هذا السؤال للحديث عن أهمية المتغير المستقل. والذي تنعكس أهميته على باقي أنواع المتغيرات في البحث العلمي. وأبرز وجوه الأهمية للمتغير المستقل هي:

  1. هو المؤثر في باقي أنواع المتغيرات في البحث العلمي. فمن غير المتغير المستقل لن تكون هناك أي نتائج لمتغيرات أخرى.
  2. يكون المتغير المستقل عبارة الأمر الثابت المراد الكشف عن طبيعة تأثيره في الأمور الأخرى. وننصحك بإعادة قراءة المثال في الفقرة السابقة التي عرفنا فيها المتغير المستقل.
  3. يدخل على أنواع المتغيرات الأخرى بلا استثناء.
  4. يتحكم في الحالات والصفات للمتغيرات الأخرى، و بالتالي معرفته تعني تكوين صورة منطقية عن النتائج التي يمكن الحصول عليها.
  5. من أساسيات كتابة الفرضيات هو العثور على المتغير المستقل، كما أن نتائج الفرضيات يتم الكشف عنها بالكشف عن طبيعة الروابط بين المتغير المستقل والمتغيرات الأخرى.

المتغير التابع ثاني أنواع المتغيرات في البحث العلمي:

المتغير التابع يأتي مفهومه موافقاً للمتغير المستقل، فالمتغير المستقل هو المنفرد بصفاته وحالته، والمتغير التابع هو الذي يتبع ويتأثر بالمتغير المستقل.

فالمتغير التابع يتبع المتغير المستقل، ولهذا سمي متغيراً تابعاً، حيث تأتي حالته وفقاً لما تفرضه عليه حالة المتغير المستقل.

والتعريف الاصطلاحي للمتغير التابع أنه متغير متأثر بالمتغير المستقل ويتبع الحالة التي يفرضها عليها المتغير المستقل وفقاً لطبيعة المعلومات وخصائصها على أرض الواقع.

وبهذا يكون المتغير التابع متغيراً في حالته تبعاً لحالة المتغير المستقل.

ويحتمل المتغير التابع عدة حالات لمتغير واحد مستقل، على سبيل المثال كان المتغير المستقل هو (التعليم عن بعد)، فيمكن أن تتبعه متغيرات تابعة ذات حالات متعددة مثل ( تقبل الأطفال للتعليم عن بعد، كفاءة تقنيات التعليم عن بعد، التحصيل الدراسي).

فوائد المتغير التابع

يعكس المتغير التابع العديد من الفوائد على محتوى البحث، وأهمها:

  1. فرضيات الدراسة تتضح أكثر بوجود المتغير التابع.
  2. يمكن حل العديد من المعلومات المعقدة وتبسيطها من خلال بيان الروابط بين المتغير المستقل والمتغيرات التابعة.
  3. يعبر المتغير التابع عن جوانب مهمة ترتبط بالموضوع، ولهذا يعتبر أداة شارحة لتلك الجوانب.
  4. يحدد المتغير التابع العديد من عمليات خطة البحث، أهمها الفرضيات ومناهج الدراسة التي سيتبعها الباحث في أسلوب صياغة المعلومات بعد جمعها من العينة.
  5. المتغير المستقل بحاجة إلى ما يحركه للكشف عن طبيعته وكيفية تأثيره، ويأتي المتغير التابع ليقوم بهذه الوظيفة، مما يساعد على الحصول على معلومات أكثر حصرية وأهمية.

خطوات منهجية تمكنك من معرفة المتغير المستقل والمتغير التابع

أن تقول هذا متغير مستقل وذاك متغير تابع يتطلب منك الانتباه أولاً والمنطقية في التفكير، وأن تتبع خطوات منهجية نضعها بين يديك:

  1. النظر أولاً في موضوع البحث وفرضياته والمعلومات التي تم تجميعها، ومعرفة مرامي ودلائل كل معلومة.
  2. تميز ما هو المؤثر وما هو المتأثر، فالمؤثر هو المتغير المستقل، أما المتأثر فهو المتغير التابع.
  3. تحدد المتغيرات المستقلة قبل تحديد المتغيرات التابعة، لأنه من المنطقي أن نضع المؤثر ثم الشيء الذي يتأثر به.
  4. النظر إلى جوانب الموضوع من كل الزوايا، فعادة ما تنبثق المتغيرات التابعة من هذه الجوانب، وغالباً يكون المتغير المستقل هو ذاته أهم جزء من موضوع البحث.
  5. تتحدث المتغيرات المستقلة غالباً عن الشيء المسبب، وتتحدث المتغيرات التابعة عن الآثار.
  6. يمكن أن يحدد الباحث المتغير المستقل لما هو بين يديه من موضوع البحث، ومن ثم يختار الباحث ما سيدخل على هذا الموضوع من متغيرات تابعة وفقاً لما يراه في مصلحة السرد للمعلومات للوصول للنتائج.

تعرف على المتغير الضابط

أخذ المتغير الضابط اسمه من وظيفته التي تؤخذ من أنها متحكمة وضابطة لإجراءات معينة في البحث، وهذه الاجراءات تكون عبارة عن تدخلات يمكن السيطرة عليها من قبل الباحث.

ولا يفهم المتغير الضابط إلا بفهم المنهج التجريبي، حيث يعتبر المتغير الضابط أداة من أدوات هذا المنهج.

وعلى سبيل المثال في مختبر العلوم ستجد أن القائم بالتجربة قد وضع أمامه المواد الكيميائية وأنابيب الاختبار ومشعل النار وغيرها من هذه الأمور، ونجد أنه يقوم بتنفيذ التجربة وفقاً لما هو يراه من ضبط وإحكام.

وهذا المقصد ينطبق تماماً على المتغير الضابط الذي يقوم فيه الباحث بتنفيذ تجربة داخل البحث ويكون كل عنصر من العناصر الداخلة في هذه التجربة هي متغير ضابط.

على سبيل المثال يكون المتغير الضابط في بحث يتحدث عن التلوث الهوائي شمل على تجربة التدخين في غرفة محكمة، فتكون الظروف التي هيأها الباحث لإجراء التجربة مثل الغرفة المغلقة وكمية السجائر وغيرها هي متغيرات ضابطة.

لفتات هامة عند تطبيق المتغير الضابط

لابد أن يتم استخدام المتغير الضابط وفقاً لمعايير تحكم طريقة أداؤه، لضمان النتائج الصحيحة من خلاله، وأهم هذه المعايير ما يلي:

أولاً: لابد من تحديد المتغير الضابط وفقاً لإجراءات المنهج التجريبي، فيكون هذا المتغير ضابط للمنهج التجريبي ومتحكماً فيه.

ثانياً: الايضاح المفصل أمر مطلوب في المتغيرات الضابطة، على سبيل المثال لا يكفي القول (طالب) بل لابد من القول (طالب في الصف الثاني الابتدائي).

ثالثاً: هناك تقارب بين المتغير الضابط والمتغير المستقل، كونهما منفردان، ولكن ما يميزهما هو التجربة المحكمة التي ترتبط بالمتغير الضابط.

رابعاً: يرتبط المتغير الضابط بالمتغيرات الأخرى من خلال الإيضاح المفصل للعناصر، على سبيل المثال إيضاح المستويات التحصيلية (ممتاز، جيد جيداً، مقبول).

خامساً: أسلوب التعميم بأخذ نتائج الجزء وإمكانية إطلاقها على الكل، هذا الأسلوب من المعبرات الأساسية عن المتغيرات الضابطة.

المتغير الدخيل الذي له من اسمه نصيب

معنى كلمة الدخيل أي الغريب أو الخارج عن النطاق أو المندمج بشكل مفاجئ.

وهذا المفهوم يطلق على المتغير الدخيل ويصف حالته وصفاً دقيقاً. بحيث تكون المتغيرات الداخلة غير موجودة في خطة البحث. وتتولد من خلال التفاعل المعلوماتي.

وأبرز الحالات التي يتم فيها الكشف عن المتغير الدخيل هي دخوله على المتغيرات التابعة بعد تأثرها بالمتغير المستقل.

على سبيل المثال كان المتغير المستقل هو (التعليم باللعب) والمتغير التابع هو (التحصيل الدراسي للطالب)، فيمكن أن يدخل على المتغير التابع متغير آخر وهو (التحصيل الدراسي للطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة).

والمتغير الدخيل يتم الكشف عنه أثناء بروز الروابط بين المتغيرات المستقلة والتابعة. وذلك وفقاً لأطروحات البحث وما تحمله معها من مستجدات.

المتغيرات المرجعية في البحث

وهي متغيرات يمكن الاستغناء عنها وعدم تفصيلها بشكل كامل، والاكتفاء فقط بالتعريج عليها وذكرها.

ونجد المتغيرات المرجعية منتشرة بشكل كبير في الأبحاث الضخمة، حيث لا مجال لتفصيلها كثيراً.

و كذلك تحتمل المتغيرات المرجعية معنى آخر وهي المتغيرات المعروفة بديهياً ولا داعي لذكرها، على سبيل المثال طلاب الجامعة في بحث يكون المتغير المستقل فيه الرسائل الجامعية والمتغيرات التابعة مساقات إعداد هذه الرسائل، فمن البديهي معرفة أن الطلاب هم من يقومون بتنفيذ تلك الرسائل.

و كذلك تنتشر المتغيرات المرجعية كثيراً في الأبحاث الطبية، على سبيل المثال تعريج الباحث على ذكر مرض معين بتعريف بسيط عنه دون الخوض فيه، مثل أن يذكر علاقة مرض الانفلونزا العادية بالتهابات الشعب الهوائية.

تصنيف المتغيرات من منظور حسابي

لا نتحدث هنا عن أنواع المتغيرات في البحث العلمي. بل نتحدث عن أنواع البيانات التي تحتملها تلك المتغيرات. حيث يوجد العديد من هذه الأنواع التي تشير إلى النسب والأرقام وبيان التصنيف وأهمها:

  1. البيانات الاسمية: وهي البيانات التي تصنف المتغيرات حسب الأنواع الاسمية المشيرة إليها، على سبيل المثال (سليم، مريض) (أعزب، متزوج) وهذا النوع يبرز النوع فقط.
  2. تصنيف المراتب: وهي المشيرة إلى الحالات حسب التوقيت الزماني لها، على سبيل المثال (الأعمار من 10_15 ومن 15_ 20) وهكذا، و كذلك من أبرز ما يتم استخدام هذه البيانات فيها هي الأبحاث التي تستلزم التصنيف التعليمي مثل (الإعدادية، الثانوية، الجامعة).
  3. الترتيب التقديري: يبرز المعلومات التي تشير إلى التقدير المستحق لفئات معينة، على سبيل المثال (ممتاز، جيد جداً، مقبول).
  4. التصنيف النسبي: وهو الذي يشير إلى المتغيرات بتعيين نسبها وأعدادها، على سبيل المثال في قياس قدرة الاستيعاب (60%، 70%، 80%).
  5. التصنيف الكمي: يبرز الكمية شاملة على وحدات القياس حسب طبيعة المهمة. على سبيل المثال (كيلو غرام، سم، ياردة، بوصة).

الخاتمة

يوجد العديد من أنواع المتغيرات في البحث العلمي أهمها المتغيرات المستقلة والتابعة. حيث أنها المحدد الأساسي للدخول في عملية التحليل الإحصائي.

كما يوجد العديد من الأنواع الأخرى التي ذكرناها. ويتم تحديد المتغيرات وفقاً لحالاتها والوظيفة التي تؤديها في البحث. ويتم الكشف عن العلاقة بينها للوصول إلى النتائج المنطقية.

الوسوم

1 فكرة عن “أنواع المتغيرات في البحث العلمي”

  1. Pingback: الأخطاء الشائعة في الإطار النظري - مؤسسة البيان للخدمات الأكاديمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *