يبدأ البحث بعرض عناصر خطة البحث العلمي، حيث يتكون البحث من عنصرين أساسيين هما خطة البحث والإطار النظري، وأما خطة البحث فسنورد في هذا المقال عناصرها مفصلة عنصراً تلو الآخر.
وبالنسبة للإطار النظري فهو عبارة عن المعلومات التي يضعها الباحث شاملة على العناوين الرئيسية والفرعية وعمليات المناقشة والتحليل والمقارنات وغيرها، والإطار النظري يتم فيه تطبيق عناصر خطة البحث العلمي.
تعريف خطة البحث العلمي
تم تعريف خطة البحث في العديد من الكتب، حيث تعرف بأنها مضمون شامل على بيان الكيفية التي جمع فيها الباحث معلوماته وصاغها في بحثه.
وفي تعريف آخر هي مجموعة من العناصر التي تمهد القارئ للدخول في الإطار النظري.
ويأتي تعريف ثالث بأنها المضمون الذي يوضح ما يتناوله الباحث في بحثه مع الفرضيات وأهم أماكن الاقتباس للمعلومات والمنهاج العلمية التي سلكها الباحث.
عناصر خطة البحث العلمي بالترتيب
في هذه الفقرة نذكر عناصر خطة البحث العلمي بالترتيب ومن ثم ننتقل في الفقرات التي تليها للوقوف على هذه العناصر بالتفصيل، وعناصر خطة البحث العلمي هي:
- العنوان
- الموضوع
- الفرضيات
- الأهمية
- الأهداف
- الدراسات السابقة
- المناهج العلمية
- مصطلحات الدراسة
- العينة
- أدوات الدراسة
كيف يتم كتابة العنوان في خطة البحث؟
العنوان هو ذلك الجملة المكونة من 3 إلى 15 كلمة التي بمجرد قراءتها يتكون لدى القارئ فكرة شاملة عن محتويات البحث.
والعنوان هو العنصر الأول في عناصر خطة البحث العلمي، ويتم كتابته وفقاً لما يلي:
- مع أن العنوان هو أول عناصر خطة البحث العلمي إلا أن الطريقة الصحيحة لكتابته تثبت أنه يكتب بعد الانتهاء من كامل البحث.
- سبب كتابة العنوان بعد الانتهاء من كامل البحث يأتي لتكوين الصورة الكاملة عن المعلومات الموجودة في البحث والتي سيعبر عنها العنوان.
- يتم كتابته بجملة خبرية عادية أو بجملة استفهامية.
- يكتب بلغة سليمة خالية من أي أخطاء لغوية.
- يبرز بشكل أساسي المشكلة وجوانبها التي يتناولها الباحث في دراسته.
الموضوع في خطة البحث العلمي:
موضوع الدراسة والذي يسمى أيضاً بمشكلة الدراسة هو عبارة عن الشيء الذي يتناوله الباحث في دراسته بشكل أساسي سواء كان ظاهرة أو غير ذلك.
على سبيل المثال أراد الباحث التحدث عن مشكلة التسرب المدرسي لدى طلاب المرحلة الابتدائية، فهنا يكون هذا الأمر هو ذاته الموضوع.
وترتبط كامل عناصر الدراسة بهذا الموضوع للوصول في النهاية إلى نتائج وحلول لها.
ويتم كتابة الموضوع في خطة الدراسة وفقاً للخطوات التالية:
- يتم كتابة الموضوع كما هو في جملة منفصلة، على سبيل المثال ( التلوث الهوائي في المناطق القريبة من طرق المواصلات).
- أسفل هذه الجملة، يتم كتابة فقرة لا تتعدى ال150 كلمة كتعريف بهذا الموضوع.
- يشمل التعريف بالموضوع ذكر ثلاثة نقاط رئيسية وهي ماهية الموضوع وما هو تأثيره على المجتمع؟ وما سبب اختياره لهذه الدراسة؟.
تعرف على فرضيات الدراسة:
من أهم العناصر في خطة البحث هي الفرضيات، حيث تعبر عن أهم الجوانب الخاصة بموضوع الدراسة.
ويتم تعريف فرضيات الدراسة بأنها تخمينات يتم كتابتها حول المحاور الأساسية المتعلقة بموضوع الدراسة، ويتم إثبات أو نفي هذه التخمينات في سياق الإطار النظري للبحث.
ويتم كتابة الفرضيات على شكل جمل فرضية، على سبيل المثال كتابة ما يلي:
_ هناك علاقة طردية بين الدوام المدرسي وازدياد انتشار فايروس كورونا.
_ يمكن السيطرة على تفشي فايروس كورونا في المدارس.
_ التعليم عن بعد بديل عن الدوام المدرسي في ظروف حظر التجول بسبب فايروس كورونا.
_ هناك تأثير على التحصيل الدراسي لدى طلاب المرحلة الابتدائية نتيجة انتشار فايروس كورونا.
تعريف الأهمية في خطة البحث العلمي:
كلمة أهمية تعني بشكل مباشر الفوائد، والأهمية كعنصر من عناصر خطة البحث العلمي هي عبارة عن الفوائد التي يعكسها البحث على كل مما يلي:
- الفوائد التي يعكس البحث على المجال المعرفي وعلى الموضوع الذي يتناوله الباحث.
- فوائد تنعكس على جمهور القراء مثل زيادة المعلومات أو تحقيق معلومات جديدة وهامة.
- الفوائد المنعكسة على الباحثين الذين يمكنهم أخذ اقتباسات صحيحة وهامة من الدراسة الحالية.
- فوائد تنعكس على الباحث من حيث السمعة واثبات الكفاءة وما إلى ذلك من أمور.
وتتم عملية كتابة الأهمية في الخطة من خلال اتباع أسلوب التسلسل الرقمي، فتكون كل جملة معبرة عن فائدة واحدة من مجموع الفوائد، وعادة لا يزيد عدد كلمات هذه الفقرة عن 200 كلمة.
ما هو عنصر الأهداف؟
تأتي الأهداف ضمن عناصر خطة البحث العلمي. وتعبر الأهداف عن الأمور التي يسعى الباحث لتحقيقها من وراء تنفيذه لهذه الدراسة. ويتم كتابتها بنفس أسلوب الأهمية وهو التسلسل الرقمي فتكون الجملة الواحدة شاملة على هدف واحد فقط. وفيما يلي بعض الأمور الخاصة بهذا العنصر:
- تكون الأهداف في الغالب تتحدث عن الحلول الصحيحة لمشكلة الدراسة.
- يربط الباحث في الأهداف بين الحلول وأفراد المجتمع المتضررين من المشكلة التي يتناولها في دراسته.
- من الأهداف كثيرة الذكر هي الوصول إلى معلومات جديدة وحصرية تمثل اضافة علمية نوعية.
- أيضاً يهتم الباحثون في كتابة أهداف مستقبلية متعلقة بموضوع الدراسة، على سبيل المثال إيجاد مادة متكاملة معبرة عن موضوع الدراسة للأجيال القادمة.
- هناك أهداف وطنية، على سبيل المثال زيادة الانتماء الوطني لدى الطلاب.
- أو أهداف توعوية، على سبيل المثال تحقيق الوعي المطلوب اتجاه التحذير من خطر النفايات الصلبة.
تعريف الدراسات السابقة وطريقة كتابتها في الخطة:
الدراسات السابقة هي عبارة عن أهم الدراسات التي اعتمدها الباحث في عملية اقتباس المعلومات وبنى عليها بشكل كبير مضمون دراسته الحالية.
والدراسات السابقة هي مضامين تمت بالفعل وصدرت لجمهور القراء والباحثين، وتكون متنوعة القوالب مثل الكتب والرسائل العلمية.
عدد الدراسات السابقة التي يتم كتابتها في الخطة يكون من 3 إلى 7 دراسات وفق ما هو متعارف عليه. ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى سياسات البحث العلمي. لدى الجامعات والمراكز العلمية التي تختلف من جامعة لأخرى ومن مركز لآخر.
يتم كتابة الدراسات السابقة في الخطة وفقاً للخطوات التالية:
- يتم اختيار طريقة واحدة من بين طرق ترتيب الدراسات السابقة في البحث، وهذه الطرق هي:
- التسلسل التاريخي سواء من الأحدث للأقدم أو العكس
- وطريقة الأهمية من الأهم للأقل أهمية، وهذا وفق رؤية الباحث.
- الترتيب الأبجدي وفق لحروف الهجاء، ولكن هذه الطريقة نادرة التطبيق من قبل الباحثين.
- وفقاً للمناهج العلمية، حيث يرتبها الباحث وفقاً للمنهج العلمي الرئيسي لكل دراسة مثل أن يضع الدراسات ذات المنهج التحليلي أولاً ثم الدراسات ذات المنهج الوصفي.
- وفقاً للغة ومكان الصدور، على سبيل المثال يبدأ بالدراسات العربية ثم الإنجليزية، أو الدراسات الصادرة في الوطن العربي ثم في البلدان الأخرى.
- يتم كتابة عنوان كل دراسة في نقطة منفصلة. وتحت كل عنوان يتم كتابة نبذة بسيطة عن الدراسة لا تتجاوز ال100 كلمة.
- بعد الانتهاء من الدراسة الأولى يتم الانتقال للدراسة الثانية وهكذا.
- يلزم الباحث توثيق هذه الدراسات في التوثيق الداخلي في نفس الصفحة. فيكتب عنوان الدراسة واسم مؤلفها ودار النشر التي أصدرتها.
هكذا تكتب المناهج العلمية في خطة البحث العلمي:
المناهج العلمية هي الأساليب الثابتة التي يتم من خلالها تنفيذ الأبحاث وفقاً لطبيعة المعلومات وما تحمله من مجالات وإطارات علمية محددة.
على سبيل المثال كان البحث يتطلب في بعض أجزاءه إلى الوصف الكثير لبعض الظواهر فهنا يظهر لدينها استخدام المنهج الوصفي.
وتتم عملية كتابة المناهج العلمية في خطة الدراسة بكتابة المنهج ومن ثم كتابة سبب اختياره، وكيف سيخدم مضمون البحث.
ومن ثم ننتقل إلى المنهج الذي يليه وهكذا حتى ننتهي من التعريف بكامل المناهج المستخدمة في البحث.
ومن أبرز المناهج العلمية التي يستخدمها الباحثين هي:
أولاً: المنهج التحليلي: يقوم بتحليل المعلومات بشرحها وتجزئتها والانتقال إلى ما وراء المعلومة ليحللها بشكل كامل.
ثانياً: المنهج الوصفي: يتم فيه وصف أمور مشاهدة أو وصف طريقة تفكير أو وصف سلوكيات الأفراد، ويقوم هذا المنهج بنقل الصورة كما هي دون تحليل أو شرح وتفسير.
ثالثاً: المنهاج التاريخي: وهو منهج يتبع أسلوب التسلسل الزمني في طبيعة صياغة المعلومات، ويتم استخدامه في الدراسات التاريخية وفي الدراسات التي يشمل مضمونها على تسلسل تاريخي مثل تتبع حالة مريض.
رابعاً: المنهج التفسيري: يركز بشكل أساسي على وضع الإجابة لأداة السؤال ( لماذا؟).
خامساً: المنهاج التجريبي: يعرض حيثيات تنفيذ تجربة معينة سواء كانت تجربة علمية في مختبر، أو تجربة بوضع أفراد العينة تحت مؤثرات معينة لمشاهدة سلوكهم.
طريقة كتابة مصطلحات الدراسة في خطة البحث العلمي:
المقصود بمصطلحات الدراسة هي المصطلحات التي تتكرر كثيراً في البحث. وبالأحرى هي المصطلحات الرئيسية في البحث التي ينبني عليها الكثير من المعلومات.
على سبيل المثال كان عنوان البحث (التعليم عن بعد وأثره على طلاب المرحلة الاعدادية) فسنجد أن مصطلح التعليم عن بعد من بين مصطلحات الدراسة الرئيسية وكذلك يصحبها مصطلحات أخرى مثل برامج التعليم عن بعد والتحصيل الدراسي وغيرها.
ومصطلحات الدراسة يتم تضمينها في خطة البحث بذكر المصطلح مع تعريفه الاصطلاحي الكامل، على سبيل المثال كالتالي:
التعليم عن بعد: وهي تقنية حديثة تقوم على فكرة التعليم بواسطة شبكة الانترنت عبر تطبيقات وتقنيات خاصة تربط بين الطالب والمعلم خارج إطار مساحة المدرسة.
برامج التعليم عن بعد: وهي الوسائط التي تربط بين المعلم والطالب وتكون شاملة على خوارزميات خاصة مؤهلة لإتمام الرسالة التعليمية.
المقصود بالعينة وأدوات الدراسة:
عينة الدراسة هي مجموعة الأفراد الذين يتم تمسهم مشكلة البحث بشكل مباشر. ويتم جمع البيانات منهم عن طريق أدوات الدراسة.
وتعرف أدوات الدراسة بأنها الوسائل التي توجه إلى أفراد العينة ويتم عن طريقها جمع البيانات من العينة، إما من خلال الاجابة على الأسئلة مثل الاستبيان أو تسجيل المشاهدات وهي الملاحظة أو اجراء مقابلات شخصية واختبارات.
ويتم تحديد أفراد العينة البحثية وفقاً لخصائص هؤلاء الأفراد. وارتباطهم بالمشكلة التي يتناولها الباحث.
ووفقاً لخصائص العينة والظروف الموجودة حولها. يتم تحديد أداة الدراسة المناسبة لجمع البيانات منهم.
كما أن هناك العديد من أنواع العينات أهمها العينة العشوائية والعينة الطبقية والعينة العنقودية.
الحدود الزمانية والمكانية:
لا تطلبها كثير من الجامعات ولكن تعتبر من العناصر الثانوية في خطة البحث، ويتم تعريف كل منهما حسب التالي:
الحدود الزمانية: وهي الأوقات الداخلة في طرح المعلومات، على سبيل المثال أوقات دراسة العينة أو مشاهدة الظاهرة.
الحدود المكانية: وهي الأماكن التي تم فيها جمع المعلومات سواء من العينة أو غير من المصادر، على سبيل المثال كتابة ( رأي الدكتور فلان في مداخلة بمؤتمر الرياض للثقافة في سبتمبر 2020م).