يتعامل الباحثين مع مراجعة الدراسات السابقة على أنها عمل روتيني أو مجرد إجراء شكلي. ولكن الشخص المتمرس يعرف الغرض من مراجعة الدراسات السابقة المكتوبة جيداً وأهميتها. نظراً لأنه أحد الاحتياجات الأساسية للبحث على أي مستوى، يجب القيام به بحذر. فعندها فقط سيعرف القارئ أن أساسيات البحث لم يتم إهمالها.
حيث الهدف من أي مراجعة للدراسات السابقة هو تلخيص وتوليف الحجج والأفكار الخاصة بالمعرفة الموجودة في مجال معين دون إضافة أي مساهمات جديدة. كونها مبنية على المعرفة الحالية فإنها تساعد الباحث على قلب عجلة موضوع البحث. فلا يمكن التغلب عليها إلا بمعرفة عميقة بما هو خطأ في النتائج الحالية بالتفصيل. بالنسبة للأبحاث الأخرى، فإن مراجعة الأدبيات تعطي الاتجاه الذي يجب اتباعه لنجاحها.
أهمية مراجعة الدراسات السابقة في البحث:
يمكن تكثيف أهمية مراجعة الأدبيات في الأبحاث العلمية في ميزة تحليلية لتمكين الوصول متعدد الجوانب لأهميتها. فيضيف قيمة لشرعية البحث بعدة طرق: أولاً يوفر تفسيراً للأدبيات الموجودة في ضوء التطورات المحدثة في هذا المجال للمساعدة في تحقيق الاتساق في المعرفة وملاءمة المواد الموجودة. ومن ثم يساعد في حساب تأثير أحدث المعلومات في هذا المجال من خلال تخطيط تقدم المعرفة.
كما إنه يبرز لهجات التناقضات بين الأفكار المختلفة داخل المجال لإثبات الحقائق. حيث يتم استكشاف الثغرات البحثية التي تم فحصها في البداية بشكل أكبر لتحديد أحدث حقائق النظريات لإضافة قيمة إلى المجال. ويشير إلى مكان البحث الحالي في مخطط مجال معين. كما يوفر معلومات عن مدى الصلة والتماسك للتحقق من البحث، بصرف النظر عن توضيح استمرارية المعرفة. فإنه يشير أيضاً إلى المجالات التي تتطلب مزيداً من البحث وبالتالي المساعدة كنقطة انطلاق لأي بحث مستقبلي.
علاوة على أنه يبرر البحث ويضع سؤال البحث، ويضع إطاراً نظرياً يشتمل على مفاهيم ونظريات البحث التي يمكن من خلالها الحكم على نجاحه. وكذلك يساعد على اعتماد منهجية أكثر ملاءمة للبحث من خلال فحص نقاط القوة والضعف في البحث الموجود في نفس المجال. وهكذا يزيد من أهمية النتائج بمقارنتها مع الأدبيات الموجودة. حيث يوفر نقطة مرجعية من خلال كتابة النتائج في المخطوطة العلمية، ويساعد في الحصول على التقدير الواجب من الجمهور للقيام بمهمة تقصي الحقائق والتحقق من الحقائق في الأبحاث العلمية. فكلما زادت الإشارة إلى المصادر ذات الصلة، يمكن أن تزيد من مصداقيتها مع القراء.
التصور الشائع لمراجعة الدراسات السابقة والواقع:
وفقاً للاعتقاد الشائع، تعد مراجعات الأدبيات مجرد ملخص للمصادر المتعلقة بالبحث. ويعتقد العديد من الباحثين أنها مجرد استطلاعات لما يتم إجراء البحوث حول الموضوع المختار. ولكن على العكس من ذلك، فإنه يستخدم المعلومات المنشورة من المصادر ذات الصلة. مثل: كتب علمية، أوراق علمية، أحدث الدراسات في المجال، مقالات ذات صلة من مجلات علمية مشهورة.
وغيرها الكثير في مجال الدراسة أو النظرية أو مشكلة معينة للقيام بما يلي. تلخيص في حساب موجز لجميع المعلومات، وتجميع المعلومات عن طريق إعادة الهيكلة وإعادة التنظيم. وهكذا تقييم نقدي لمفهوم أو مدرسة فكرية أو أفكار، وتعريف المؤلفين بمدى المعرفة في مجال معين.
من خلال القيام بما ورد أعلاه على المعلومات ذات الصلة، فإنه يوفر لقارئ الدراسة العلمية ما يلي لفهمها بشكل أفضل. أولاً يؤسس فهم المؤلفين المتعمق ومعرفتهم بموضوع مجالهم، ويعطي خلفية البحث، ويصور خطة الدراسة العلمية لفحص نتيجة البحث. علاوة على أنه يسلط الضوء على كيفية تغير المعرفة داخل المجال، ويسلط الضوء على ما تم إنجازه بالفعل في مجال معين. ومعرفة معلومات عن الحقائق المقبولة بشكل عام، والحالة الناشئة والحالية لموضوع البحث. ويحدد فجوة البحث التي لا تزال مجالات غير مستكشفة أو قيد البحث. وأخيراً يوضح كيف يتناسب البحث مع مجال أكبر للدراسة، ويقدم لمحة عامة عن المصادر التي تم استكشافها أثناء البحث عن موضوع معين.
الخلاصة:
يساعد على منع الانتحال عن طريق تكييف الأبحاث العلمية وتعديلها بشكل فريد حتى لا تكرر الفكرة الأصلية للآخرين. فمن خلال منع الانتحال، فإنه يحفظ الأبحاث العلمية من الرفض وبالتالي يوفر أيضاً الكثير من الوقت والمال. وهكذا يساعد على تقييم وتكثيف وتوليف جوهر كلمات المؤلف الخاصة لصقل تركيز البحث. كما يساعد على المقارنة والتباين لإظهار أصالة وتميز البحث عن الأبحاث الأخرى الموجودة. ويبرر الحاجة لإجراء بحث معين في مجال معين، ويساعد على جمع البيانات بدقة للسماح بأي منهجية بحث جديدة غير تلك الموجودة. وكذلك تمكن قراء الدراسات من الإجابة على الأسئلة التالية لقرائها من أجل فرص أفضل للنشر، ماذا يعرف الباحثون؟ ماذا لا يعرفون؟ هل الدراسة العلمية موثوقة وجديرة بالثقة؟ وما هي الفجوات المعرفية للباحث؟
يمكنك طلب خدمات خاصة بمراجعة الدراسات السابقة من فريق البيان من هنا .
مرفق فيديو حول أسس وأنواع مراجعة الأدبيات في البحث العلمي