مؤسسة البيان للخدمات الأكاديمية
كتابة-خطاب-الغرض-من-الدراسة

كتابة خطاب الغرض من الدراسة

كثيراً ما يصطدم المتقدمون للمنح الدراسية ولاسيما الدولية منها في طلب خطاب الغرض من الدراسة فيتوجهون فوراً لمعرفة طريقة كتابة خطاب الغرض من الدراسة.

والحقيقة أن هذا المصطلح غير متعارف عليه كثيراً مثل السيرة الذاتية. وذلك لأنه يطلب في حالات قليلة، ولكن يكون من الواجب تقديمه عندما يتم طلبه.

ولهذا نرى أن نعرف خطاب الغرض من الدراسة. ومن ثم ننتقل إلى كيفية كتابته خطوة بخطوة. لنتطرق في النهاية إلى أهميته وضوابطه وأمور أخرى.

تعريف خطاب الغرض من الدراسة:

كلمة خطاب توحي إلى رسالة موجه بشكل مباشر من شخص إلى جمهور آخر من الناس. بهدف الاذاعة والتعريف بما يريده المرسل.

والغرض من الدراسة إذا تم ارفاقها مع كلمة الخطاب فيصبح المعنى ذو دلالة على أن الرسالة الخطابية تهدف إلى إيضاح سبب التقدم للدراسة.

وبهذا يمكن تعريف خطاب الغرض من الدراسة بأنه مضمون يقوم على أسس هيكلية لإيصال فكرة أحقية المتقدم بنيل القبول في الدراسة، وذلك من خلال أسلوب صياغة متخصص لعرض المهارات والخبرات التي يمتلكها المتقدم.

ويشبه خطاب الغرض من الدراسة السيرة الذاتية في عدة أمور في حين يختلف عنها في أمور أخرى، وهذا الأمر سنتطرق له في فقرة قادمة من فقرات هذا المقال.

هل لخطاب الغرض من الدراسة أسماء أخرى؟

سؤال وجيه يحل العديد من جوانب اللبس في فهم هذا المصطلح، حتى أن البحث عن طريقة كتابة خطاب الغرض من الدراسة تأتي في قوقل تحت بنود أخرى، وهذا يثبت الاجابة بأن لهذا الخطاب العديد من الأسماء الأخرى وهي:

  1. خطاب التعريف .
  2. خطاب النوايا (وهي كثير الاستخدام مقارنة بغيره من الأسماء).
  3. وخطاب الكفاءة.
  4. رسالة اثبات الأحقية.
  5. خطاب الشخصية.

وسواء طلبت الجامعة أي اسم من الأسماء آنفة الذكر فإن مقصدها يكون عن خطاب الغرض من الدراسة، فلا فرق بينها إطلاقاً.

عناصر هذا الخطاب:

يتكون خطاب الغرض من الدراسة من عدة عناصر، وهذه العناصر لا يتم تصنيفها كنقاط بل تأخذ شكل الفقرات الكتابة، فيكون العنصر واحد منها متمثلاً في فقرة واحدة، وهذه العناصر نصنفها كما يلي:

أولاً: عنصر التعريف: ويشمل على التعريف بشخصية صاحب الخطاب من حيث اسمه وجنسيته وتعتبر تمهيد للدخول في متن الخطاب للحديث عن باقي العناصر، ولابد أيضاً في عنصر التعريف أن يتم الحديث عن سبب كتابة هذا الخطاب.

ثانياً: فقرة المؤهلات: يتحدث فيها المتقدم عن الشهادات الأكاديمية التي تحصل عليها في مسيرته والتي لها علاقة بالدراسة المتقدم إليها.

ثالثاً: المهارات العملية: تشمل سنوات الخبرة. وما يستطيع المتقدم تنفيذه من أعمال بشكل احترافي. حيث يعرض ماهية هذه الأعمال وأماكن عمليها وغيرها من المعلومات.

رابعاً: باقي المهارات: يتبقى الحديث عن مهارات أخرى يمتلكها المتقدم ولا تندرج في سنوات الخبرة العملية أو المؤهلات العلمية، فيقوم المتقدم بحصرها في هذا العنصر.

خامساً: تنتهي كتابة خطاب الغرض من الدراسة بالخاتمة الشاملة على إثبات أحقية الحصول على فرصة القبول في الدراسة المتقدم إليها.

كتابة خطاب الغرض من الدراسة خطوة بخطوة:

قبل قراءة هذه الفقرة ندعوك للرجوع للفقرة السابقة وقراءتها بتمعن، كون عناصر الخطاب وفهمها هي المحدد الأساسي لكتابة خطاب الغرض من الدراسة، وفي السياق القادم نعرض طريقة كتابة خطاب الغرض من الدراسة بالتفصيل:

أولاً: كتابة المرسل والمرسل إليه وعبارة استفتاحية.

على سبيل المثال كما يلي:

_ المرسل: عماد أحمد مصطفى عصام

_ المرسل إليه: القائمين على برنامج منحة الحكومة التركية

(أسعد الله أوقاتكم بكل خير، وبعد)

ثانياً: المقدمة:

وهي الشاملة على المعلومات التمهيدية التي تهيء للدخول في الخطاب، ولكن ما هي طبيعة هذه المعلومات وكيف يتم كتابتها؟، الاجابة نوجزها في النقاط التالية:

  1. يتم بدأ المقدمة بالحديث عن سبب التقدم لهذه الدراسة وكيفية معرفتها، على سبيل المثال كتابة (من خلال الاشادة الواسعة بالجامعات التركية وما تقدمه من مستوى علمي متميز ومن خلال الاعلان عن منحة الحكومة التركية عبر وسائل الاعلام المختلفة، أقدمت على كتابة خطاب الغرض من الدراسة هذا بناءاً على رغبتي القوية في تحقيق أحد أهم أهدافي وهو الالتحاق لدراسة الماجستير في الجامعات التركية).
  2. بعد ذلك تبدأ بالتدريج بالحديث أنك تمتلك مؤهلات وخبرات عملية تمكنك من المنافسة القوية بين المتقدمين للحصول على فرصة الدراسة المقترحة.
  3. وتختم المقدمة بالدعوة إلى استكمال قراءة باقي الخطاب للتأكد من مؤهلاتك وخبراتك.

ثالثاً: الحديث عن المؤهلات العلمية التي تمتلكها:

وذلك بكتابتها بأسلوبي صياغي وكأنك تتحدث إلى مستلمها بشكل مباشر، كما ينبغي أن تبرز الآتي في المؤهلات العلمية:

  1. تبدأ بآخر مؤهل تحصلت عليه إلى أن تصل إلى الثانوية العامة، وإن كانت المرحلة القادمة هي البكالوريوس فالحديث يبدأ بشهادة الثانوية العامة ثم توضح بشكل عام أنك كنت متفوق في الدراسة.
  2. يجب أن تذكر الشهادة مع وصفها (بكالوريوس، ماجستير، غيره)، وتذكر معها المعدل الذي تحصلت عليه، و كذلك المكان الذي أخذت الشهادة منه.
  3. ينبغي كتابة المؤهلات العلمية بأسلوب يشعر القارئ أنك متفوق في الدراسة. وأن بإستطاعتك تقديم المزيد والمزيد.
  4. لا يشترط التنظيم في سرد معلومات المؤهلات العلمية، على سبيل المثال يمكن أن تبدأ بالشهادة ثم المعدل أو بالمعدل ثم الشهادة.

على سبيل المثال كتابة: وقد حصلت على درجة البكالوريوس من الجامعة الاسلامية بتقدير ممتاز ومعدل 92%، حيث أشاد بهذه النتيجة الادارة الأكاديمية في الجامعة وقاموا بإعطائي شهادة تقدير تفيد بأنني الأول على دفعتي.

رابعاً: الخبرات العملية:

وهي ما تمتلكه من خبرات يمكنك تطبيقها في سوق العمل، والبعض يعطيها اسم (سنوات الخبرة). ولابد أن تكتب هذا العنصر وفقاً للآتي:

  1. كتابة الخبرات الأقوى ومن ثم التدرج للأضعف فالأضعف.
  2. ذكر طبيعة العمل مع المكان الذي عملت به والفترة الزمنية.
  3. الأمر كله سردي ولا مجال في كتابة خطاب الغرض من الدراسة من عرض الخبرات على شكل نقاط. بل فقرة كاملة بصياغة جذابة.

على سبيل المثال كتابة: وعملت لدى إذاعة الأوقاف في فلسطين في قسم الهندسة الصوتية، في برامج بث مباشر متعددة مثل صباح الخير والفتاوى والأحكام، واستمر عملي فيها من سبتمبر 2013م إلى ثلاثة أعوام بعدها حيث تم اغلاق الاذاعة وتحويلها بشكل إلكتروني.

خامساً: إجمال المهارات:

باقي المهارات التي تمتلكها وبما فيها المواهب والقدرة الاجتماعية تذكرها في أسلوب خطابي متميز. ولابد أن يشمل هذا العنصر على الأمور التالية:

  1. الحديث عن المهارات والمواهب على سبيل المثال القدرة على التعامل مع برامج مايكروسفت أوفس.
  2. القدرة الاجتماعية ضرورة للتعايش في مجتمع الدراسة لاسيما في الدراسة المبتعثة الخارجية. ولهذا تبرز قدراتك على تكوين صداقات والتأقلم مع الثقافات المختلفة.
  3. توضح باقي المواهب الشخصية مثل قدرتك على تلخيص الكتب والرسم وما إلى ذلك من محددات.

سادساً: الخاتمة:

من أصعب الخواتيم التي يتم كتابتها ضمن القوالب المختلفة هي خاتمة خطاب الغرض من الدراسة. حيث لابد وأن تكون جذابة على قدر كبير. وتترك القارئ يفكر في مدى استحقاقية المتقدم لنيل فرصة الدراسة. وتشمل هذه الخاتمة على ما يلي:

  1. إثبات المتقدم لنفسه في أحقية حصوله على الفرصة وقدرته على المنافسة، على سبيل المثال كتابة: ووفقاً لما طرحته عليكم من مؤهلات وخبرات أمتلكها فكل ثقة أنني سأتمكن من الابداع في ماجستير الهندسة الالكترونية والمنافسة على المراكز الأولى في جامعتي.
  2. يجب أن تشمل عبارات جمالية ذات هدف الاشادة، على سبيل المثال كتابة: وسأقود حلمي في خوض غمار بحر الهندسة الإلكترونية لأصل إلى اختراع نموذج طائرة الدرون التي أحلم بها والتي سأجعلها تحلق في أعالي السماء رافعة علم بلادي واسم جامعتي الموقرة.

بهذا تكون عملية كتابة خطاب الغرض من الدراسة قد تمت عن آخرها. ولابد أن تتنبه إلا وجود العديد من اللفتات التي تقوي مضمون هذا الخطاب. والتي ستجدها مباشرة في الفقرة القادمة.

لفتات لتقوية خطاب الغرض من الدراسة:

بعد معرفة طريقة كتابة خطاب الغرض من الدراسة بعناصره وخطواته، يظل هناك لفتات لتقوية مضمون الخطاب، حيث أن الخطاب معبر مباشر عن مقدمه، وهذه اللفتات هي:

  1. الأسلوب الخطابي وكأنك بالفعل تعتلي منصة أمام الجماهير وتلقي عليهم خطابك.
  2. لا تتحدث عن نفسك بصيغة ال( أنا )، فهذه الصيغة منفرة بعض الشيء، ولكن تحدث عن نفسك بعرض انجازاتك وخبراتك ومؤهلاتك، فدعها هي التي تتحدث عنك.
  3. من أهم هذه اللفتات هي الأسلوب الجمالي الذي يؤثر في نفوس كل من يقرأه، على سبيل المثال ارجع مرة أخرى للفقرة السابقة وأنظر إلى المثال الذي عرضناه في الخاتمة لتعرف ما نقصده بالعبارات الجمالية.
  4. الحديث عن ثقافة المجتمع الذي ستدرس فيه أمر مهم. حيث تأخذ اللجنة المختصة التفاعل الاجتماعي والتعايش بعين الاعتبار. كونها مسؤولة عن كل كالي أكاديمياً واجتماعياً أيضاً.
  5. استخدم أسلوب التسلسل المضبوط، فانتقالك من فقرة لأخرى يلزمه فن وسلاسة وذكاء.
  6. اعرض أهم انجازاتك واحذر من عرض انجازات عادية كأن تكتب ( ولدي خبرة في تحميل الألعاب على الهاتف من المتجر ).
  7. استخدم كلمات منمقة وسهلة الفهم في نفس الوقت.
  8. لا بأس في الاشادة بالجهة المقدمة لفرصة الدراسة، ولكن لا تجعل هذه الاشادة تصل إلى حد الاطراء الكبير.

أوجع التشابه والاختلاف بين السيرة الذاتية وخطاب الغرض من الدراسة:

بالنظر إلى السيرة الذاتية وخطاب الغرض من الدراسة ستجد أن كلاهما يتشابه ويختلف في نفس الوقت، فالوظيفة التعريفية بالمقدم تكون هي الأساس لكلا المحددين، وللوقف أكثر على هذا الموضوع نضع الطرح التالي:

أولاً: أوجه التشابه بين السيرة الذاتية وخطاب الغرض من الدراسة:

  1. هناك تشابه في العناصر من حيث الفكرة العامة. فنجد في السيرة الذاتية وجود المؤهلات العلمية والخبرات العملية. والدورات التدريبية والمهارات الأخرى والمواهب. ونفس هذه الأمور نجدها أيضاً في خطاب النوايا.
  2. المهمة تتلاقى بشدة وهي التعريف عن المقدم للسيرة أو للخطاب، وهذا أبرز ما يميز التقارب بينهما.
  3. التقسيمة نفسها تتشابه في البدء بالمؤهلات العلمية ثم الخبرات العملية وبعدها الدورات وباقي المهارات.

ثانياً: أوجه الاختلاف بين السيرة الذاتية وخطاب الغرض من الدراسة:

  1. السيرة الذاتية تتخذ أسلوب النقاط والجملة المتتالية، أما خطاب النوايا فيتخذ أسلوب السرد والصياغة والفقرات الكاملة، وهذا أبرز ما يوضح الاختلاف بين القالبين.
  2. الحديث في خطاب النوايا يكون أكثر تفصيلاً من السيرة الذاتية.
  3. الخطاب يكون موجه بشكل مباشر لجهة محددة، أما السيرة فتكتب بشكل عام للجهات المعنية.
  4. يتم الاشادة بالجهة المستقبلة في الخطاب، في حين لا يتم ذكرها في السيرة الذاتية.
  5. طبيعة المهام التي يؤديها الخطاب تكون أوسع، على سبيل المثال كتابة القدرات الاجتماعية وسبب التقدم لهذه الفرصة وغيرها.
  6. الأسلوب الجمالي في الكتابة من جوانب القوة في خطاب النوايا في حين أنه غير مسموح استخدامه في السيرة الذاتية.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *